وهناك مصدر أعظم من المصادر المذكورة آنفا للثروة، حتى إنه ليفوق التمور في أهميته، وهو الماشية, مثل: الإبل، والماعز، والغنم، والبقر، والحمير، والدواجن، والخيول.
ويعتبر الجمل من أسرة البدوي وهو لا يستغني عنه. وكثيرا ما تقدر ثروة البدوي بعدد ما يملك من الإبل؛ لأنها تدر عليه الحليب، وتعطيه اللحم، وتحمله إلى حيث يشاء في أسفاره. والبدوي عادة يطلق إبله للمرعى في غير أشهر الحج كي يسمنها ويغذيها ويعطيها القدر الكافي من الراحة والغذاء، وربما كان هذا واضحا بالنسبة لإبل قريش المشهورة لدى أهل الحجاز وخاصة المطوفين. ولقد كانت هناك فيما مضى حركة تصدير واسعة للإبل إلى أفريقية ومصر وسوريا والعراق وغيرها مما أثر على هذه الثروة الحيوانية العظيمة النفع والأثر، وإن كانت قد فقدت أهميتها كثيرا باستعمال السيارات في الوقت الحاضر.
وجميع الإبل التي تعيش في البلاد ذوات سنام واحد، وتعتبر الضأن أعظم الحيوانات التي تقدم للإنسان الغذاء من اللحم، أما الماعز فتزيد بما تدره من الحليب كغذاء، وقليل من الجمال تذبح لأجل لحومها.