للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- وكان بين بني النجار وبين خطمة منازعة في حليف لبني النجار من عبس بن بغيض, فالتقوا يوما بالدرك وجمع بعضهم لبعض حتى نال بعضهم بعضا بالجراح, ولم يكن بينهم قتلى ومنعت بنو النجار حليفها, فقال حسان بن ثابت قبل الإسلام في ذلك:

ففدًى أمي لعوف كلها ... وبني الأبيض في يوم الدرك

منعوا ضيمي بضرب صائب ... تحت أطراف السرابيل هتك

وبنان نادر أطرافها ... وعراقيب تقسا كالفلك١

فأجابه يزيد بن طعيمة الخطمة:

إذ تنادوا يا لعوف اركبوا ... ليس ستين قوي وركك

فاجتمعنا ففضنا جمعهم ... بالصعيداء وفي يوم الدرك

قذفوا سيدهم في ورطة ... قذفك المقلة شطر المعترك٢

أبلغا عوفا بأنا معقل ... نمنع الضيم، وفرع مشتبك

وإذا ما ملك حاربنا ... ضمن الخوف لنا قلب الملك٣

٣- وقال حسان في الجاهلية:

ما هاج حسان رسوم المقام ... ومظعن الحي ومبنى الخيام

والنؤي قد هدم أعضاده ... تقادم العهد بواد تهام


١ تحت أطراف السرابيل هي الدروع, وفي التنزيل: {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} أي: الدروع. وهتك أي: قطع وخرق صفة للضرب الصائب. والضيم: الذل. وبنان متعلق بمنعوا أيضا أي: منعوا ضيمي بضرب صائب وببنان ... إلخ. وتقسا: تشتدّ.
٢ ركك جمع ركيك, وهو من الرجال الفسل الضعيف في عقله ورأيه. والصعيداء تصغير صعيد: الموضع العريض الواسع. والورطة: الشدة التي يقع فيها الإنسان.
٣ فرع مشتبك, يكنى بذلك عن لحمة النسب بينهم. وضمن الخوف ... إلخ, أي: فزع منا الملك, فلم يقو على محاربتنا.

<<  <   >  >>