للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل الخورنق والسدير وبارق ... والبيت ذي الشرفات من سنداد

وذكر ابن إسحاق أبياتا نسبها إلى عبد الله بن الزبعرى، فقال ابن هشام١: "وتروى للأعشى بن زرارة بن النباش". وكذلك ذكر أبياتا لحسان, فقال ابن هشام٢: "ويقال: بل قالها عبد الله بن الحارث السهمي".

وأورد أبياتا لحسان بن ثابت, فعقب عليها ابن هشام بقوله٣: "وآخرها بيتا يروى لأبي خراش الهذلي، وأنشدنيه له خلف الأحمر. وتروى الأبيات أيضا لمعقل بن خويلد الهذلي". وذكر أبياتا نسبها ابن إسحاق لحسان بن ثابت شاعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم عقب عليها ابن هشام بقوله٤: "أنشدنيها أبو زيد الأنصاري لكعب بن مالك".

وأما الضرب الثاني من تعقبه ابن إسحاق: فهو إيراده الحادثة التاريخية كما وردت في سيرة ابن إسحاق، حتى إذا وصل إلى الشعر الذي قبل هذه الحادثة أسقطه ولم يثبته؛ لأنه لم يصح عنده. ولعل ذلك قد تكرر منه في مواطن كثيرة؛ لأنه ذكر في المقدمة أنه ترك أشعارا ذكرها ابن إسحاق ولم ير أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها. غير أنه لم ينص على تركه الأشعار إلا في موضعين اثنين؛ فقد أورد مسير أبي كرب تبان أسعد إلى يثرب وغزوه إياها، فلما أن وصل إلى شعر خالد بن عبد العزى الذي فيه٥:

حنقا على سبطين حلا يثربا ... أولى لهم بعقاب يوم مفسد

قال ابن هشام: "الشعر الذي فيه البيت مصنوع؛ فذلك الذي منعنا من إثباته".

وكذلك أورد ما ذكره ابن إسحاق من نذر عبد المطلب ذبح ولده، وحذف ما جاء في أثناء هذا الحديث من شعر، وقال٦: "وبين أضعاف هذا الحديث رجز, لم يصح عندنا عن أحد من أهل العلم بالشعر".


١ السيرة ٢/ ١٦.
٢ السيرة ٢/ ٢٠.
٣ السيرة ٢/ ٨٢.
٤ السيرة ٣/ ١٣٨, ١٣٩.
٥ السيرة ١/ ٣٤.
٦ السيرة ١/ ١٦٤.

<<  <   >  >>