للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مؤامرة كفار قريش، ويبلغ سكان مكة نحو ٢٥٠ ألف نسمة، ويشربون من عين زبيدة, التي أضيفت إليها غيرها من العيون الأخرى؛ وفاء بحاجة السكان، ولا سيما في مواسم الحج، وبئر زمزم مشهورة. أما الكعبة فيبلغ ارتفاعها ١٥ مترا, وطول أحد ضلعيها عشرة أمتار، والآخر ١٢ مترا, وارتفاع بابها مترين، كان لها سلم مصفح بالفضة. وبظاهر مكة: المعلاة، وتقع في الشمال الشرقي منها، وقبالة مقبرة المعلاة يقع مسجدان: مسجد الراية، ومسجد الجن. وبالصفا تقع دار الأرقم أو الخيزران، وكان يجلس فيها الرسول مع المسلمين الأولين في أول العهد بالنبوة، والمسجد الحرام أول ما يقصده الحاج إلى مكة, وكان منذ بنى إبراهيم وإسماعيل الكعبة فناء واسعا حول الكعبة، وبنيت حولها البيوت منذ عهد مضى، فبنت قريش دورها حول الكعبة المعظمة. وتركت للطائفين مقدار مدار المطاف، على أنه لم يكن للمسجد الحرام ذكر في الجاهلية، وإنما كل ما كان معروفا منه هو مدار الطواف حول الكعبة. وكان هذا المدار أو الفناء مجلسا للناس في الصبح والمساء. وكانت حدود المسجد الحرام في صدر الإسلام من الجهة الشرقية: بئر زمزم وباب بني شيبة، ومن الجهة الغربية: حافة المدار الذي عليه أساطين النحاس المعلق عليها المصابيح الواقعة بين مدار المطاف ومقام المالكي، ومن الجهة الشمالية: حافة المدار كذلك الواقعة بين مدار المطاف ومقام الحنفي، ومن الجهة الجنوبية: هذه الأساطين الواقعة بين مدار المطاف ومقام الحنبلي، وفي عام ١٧هـ-٦٣٧م زِيدت عليه زيادات كثيرة.

وكذلك وُسِّع المسجد الحرام في عهد عثمان عام ٢٦هـ-٦٤٦م، وفي عهد عبد الله بن الزبير عام ٦٥هـ-٦٨٤م.

وأمر عبد الملك بن مروان عام ٧٥هـ-٦٩٤م بعمارة المسجد الحرام، وفي عام ٩١هـ-٧٠٩م أمر الوليد بن عبد الملك بتوسيع المسجد الحرام وعمارته. ومن الزيادات فيه زيادة المنصور عام ١٣٧هـ-٧٥٤م, حيث جعل المسجد الحرام ضعف ما كان عليه، وزيادة المهدي عام ١٦٠هـ، ثم زيد فيه عام ٢٦٤هـ, ثم زيدت دار الندوة عليه عام ٢٨١هـ, وزيد باب إبراهيم عام ٣٠٦هـ.

<<  <   >  >>