للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعطيت مما تغاير مفعولاه غير ممتنع. تقول أعطيت درهماً ولا تذكر من أعطيته، وأعطيت زيداً ولا تذكر ما أعطيته. وليس لك أن تقول حسبت زيداً ولا منطلقاً وتسكت، لفقد ما عقدت عليه حديثك. فأما المفعولان معاً فلا عليك أن تسكت عنهما في البابين. قال الله تعالى: " وظننتم ظن السوء "، وفي أمثالهم: من يسمع يخل. وأما قول العرب ظننت ذاك، فذاك إشارة إلى الظن. كأنهم قالوا ظننت فاقتصروا، وتقول ظننت به إذا جعلته موضع ظنك كما تقول ظننت في الدار. فإن جعلت الباء زائدة بمنزلتها في ألقى بيده لم يجز السكوت عليه.

[أثر التقديم والتأخير في عملها]

ومنها أنها إذا تقدمت أعملت ويجوز فيها الإعمال والإلغاء متوسطة أو متأخرة قال:

أبا الأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور

ويلغى المصدر إلغاء الفعل فيقال متى زيد ظنك ذاهب، وزيد ظني مقيم، وزيد أخوك ظني. وليس ذلك في سائر الأفعال.

[تعليق عملها]

ومنها إنها تعلق وذلك عند حروف الإبتداء والإستفهام والنفي كقولك

<<  <   >  >>