للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن التقيا في كلمتين بعد متحرك أو مدة فالإدغام جائز لأنه لا لبس فيه، ولا تغيير صيغة.

ليس التقارب شرطاً كافياً للإدغام:

وليس بمطلق أن كل متقاربين في المخرج يدعم أحدهما في الآخر، ولا أن كل متباعدين يمتنع ذلك فيهما. فقد يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإدغام، ويتفق للمباعد من الخواص ما يسوغ إدغامه. ومن ثم لم يدغموا حروف ضوي مشفر فيما يقاربهما. وما كان من حروف الحلق أدخل في الفم. وأدغموا النون في الميم، وحروف طرف اللسان في الضاد والشين. وأنا أفصل لك شأن الحروف واحداً فواحداً، وما لبعضها مع بعض في الإدغام، لأقفك على حد ذلك عن تحقق واستبصار بتوفيق الله تعالى وعونه.

[إدغام الهمزتين]

فالهمزة لا تدغم في مثلها إلا في نحو قولك سأل ورأس والدأث في اسم واد؛ وفيمن يرى تحقيق الهمزتين قال سيبويه: فأما الهمزتان فليس فيهما إدغام من نحو قولك قرأ أبوك وأقرئ أباك. قال: وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وناس معه وهي رديئة. فقد يجوز الإدغام في قول هؤلاء ولا تدغم في غيرها ولا غيرها فيها.

[الألف لا تدغم]

والألف لا تدغم البتة لا في مثلها ولا في مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغماً فيها.

الهاء تدعم في الحاء والهاء:

والهاء تدغم في الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في أجبه حاتماً واذبح هذه: أجبحاتماً واذبحاذه. ولا يدغم فيها إلا مثلها نحو أجبه هلالاً.

<<  <   >  >>