عَنْ صَاحِبِهِمَا، اقْرَءُوا الْبَقَرَةَ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ».
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الْحَسَنِ الْحُلْوَانِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: زَيْدُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدُ أَخُو مُعَاوِيَةَ الدِّمشْقِيِّ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ
قَوْلُهُ: «أَوْ غَيَايَتَانِ»، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْغَيَايَةُ: كُلُّ شَيْءٍ أَظَلَّ الإِنْسَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ مِثْلَ السَّحَابَةِ وَالْغَبَرَةِ، يُقَالُ: غَايَا الْقَوْمُ فَوْقَ رَأْسِ فُلانٍ بِالسَّيْفِ، كَأَنَّهُمْ أَظَلُّوهُ.
وَقَوْلُهُ: «لَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» أَيِ: السَّحَرَةُ، يُقَالُ: أَبْطَلَ: إِذَا جَاءَ بِالْبَاطِلِ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} [فصلت: ٤٢]، قَالَ قَتَادَةُ: الْبَاطِلُ: إِبْلِيسُ لَا يَزِيدُ فِي الْقُرْآنِ، وَلا يَنْقُصُ مِنْهُ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: ٤٩] يَعْنِي بِالْبَاطِلِ: إِبْلِيسَ، لَا يُبْدِئُ وَلا يُعِيدُ، بَلِ اللَّهُ هُوَ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute