للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرف استحالةَ هذه الرواية، فرواه بعدُ ونقص منه «عن جدِّه»، وذلك أن أبا ظَبْيان قد أدرك سلمان الفارسي وسمع منه، وسمع من علي بن أبي طالب

أيضًا، واسم أبي ظبيان حصين بن جندب (١)، وجندب أبوه لا يُعرف، أكان مسلمًا أو كافرًا؟ فضلًا عن أن يكون روى شيئًا.

ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيِّره، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر (٢) عن قابوس، وذلك أن سعيدًا بصري وقابوس كوفي، ولم يجتمعا قط، بل لم يدرك سعيدٌ قابوسَ! وكان قابوس قديمًا روى عنه سفيان الثوري وكبراء الكوفيين، ومِن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد (٣)، وليس لسعيد بن عامر رواية إلا عن البصريين خاصة (٤)، والله أعلم» اهـ (٥).

القاعدة الثانية: قد يُحكم على الحديث بأنه موضوع، مع أن راويَه غيرُ مشهور بالكذب، بل قد يكون موثَّقًا من بعض أهل العلم:

وقد أوضح الخطيب هذه القاعدة المهمة في ترجمة محمد بن بيان بن مسلم الثقفي، حيث روى عن أبي القاسم الأزهري أنه قال: حدثنا محمد بن


(١) ثقة، مات سنة تسعين، وقيل غير ذلك. «تقريب التهذيب» (ص: ١٦٩ رقم ١٣٦٦).
(٢) هو سعيد بن عامر الضُّبَعي، أبو محمد البصري، ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم، مات سنة ثمان ومائتين، وله ست وثمانون سنة. «تقريب التهذيب» (ص: ٢٣٧ رقم ٢٣٣٨).
(٣) ينظر: «تهذيب الكمال» (٢٣/ ٣٢٨).
(٤) ينظر: «تهذيب الكمال» (١٠/ ٥١١).
(٥) «تاريخ بغداد» (٤/ ٤٦٧). وينظر مثالان آخران: «تاريخ بغداد» (٣/ ٤٥٦، ٤٥٨).

<<  <   >  >>