للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني

بيان الخطيب للتصحيف في الأحاديث

سنعرض في هذا المطلب بعض الأمثلة التي تبيِّن كيفية نقد الخطيب للأحاديث التي وقع فيها تصحيف في المتن أو في الإسناد.

- المثال الأول:

روى الخطيب في ترجمة عبد القدوس بن حبيب الشامي، من طريق العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين (١) قال: قال حجاج الأعور (٢): رأيت عبد القدوس في زمن أبي جعفر على باب مدينة أبي جعفر وهو مغلق، وكان لا يفتح حتى يُصبح الناس جدًّا، فجاء رجل إلى عبد القدوس وهو واقف بباب المدينة، فقال له: أصلحك الله، الحديث الذي حدَّثت به أعِده عليَّ، أو نحو هذا من الكلام قاله يحيى، فقال: «لا تتخذوا شيئًا فيه الرَّوح عرضًا».

فقال له الرجل: أي شيء تعني بهذا؟ فقال له عبد القدوس: هو الرجل يُخرج من داره شبيه القَسْطرون.


(١) «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (٤/ ٣٩٩ رقم ٤٩٧٧)، ورواه من طريق الدوري كل من العقيلي في «الضعفاء» (٣/ ٩٦)، وابن عدي في «الكامل» (٧/ ٤٥)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٣٦/ ٤٢١).
(٢) هو حجاج بن محمد المصيصي الأعور، ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، مات سنة ست ومائتين، روى له الجماعة. «تقريب التهذيب» (ص: ١٥٣ رقم ١١٣٥).

<<  <   >  >>