للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث

أهميته ومميزاته

كتاب «تاريخ بغداد» من الكتب المهمة في العلوم الإسلامية، فهو أوسع كتاب يحتوي على تاريخ علماء بغداد وأعلامها منذ بنائها وحتى منتصف القرن الخامس الهجري، وبغداد يومئذ سُرَّة الدنيا وعاصمة الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، وهو أهم الكتب التي صنفها الخطيب وأضخمها، حتى قال ابن خِلِّكان: «لو لم يكن له سوى «التاريخ» لكفاه؛ فإنه يدل على اطلاع عظيم» (١).

وقد نال هذا «التاريخ» شهرة واسعة والخطيب ما زال حيًّا، وقد كان العلماء الكبار من معاصريه يتمنَّون أن يذكرهم الخطيب في «التاريخ»؛ لعلمهم بأهميته وعلو مكانته وعظيم قيمته، حتى إن أبا علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنَّاء الفقيه الحنبلي الحافظ النحوي المقرئ المتوفى سنة (٤٧١ هـ) كان يتمنَّى أن يذكره الخطيب في «التاريخ»، فقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنه لما صنف الخطيب البغدادي «تاريخه» قال ابن البناء: ذكرني الخطيب بالصدق أو بالكذب؟ قالوا: ما ذكرك أصلًا! قال: ليته ذكرني ولو في الكذَّابين (٢).


(١) «وفيات الأعيان» (١/ ٩٢)، وينظر: مقدمة تحقيق «تاريخ بغداد» للدكتور بشار عواد (ص: ١٠٣).
(٢) «معجم الأدباء» (٢/ ٨٢٤)، و «إنباه الرواة على أنباه النحاة» (١/ ٣١١)، و «بغية الوعاة» (١/ ٤٩٦).

<<  <   >  >>