للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الخامس

منهج سياق الأحاديث في الكتاب

كانت طريقة الخطيب في «تاريخه» أن يورد في كل ترجمة -في الغالب- حديثًا أو أكثر من طريق المترجَم له، وكانت هذه عادة كثير ممن يؤلِّف في تواريخ البلدان وتراجم الرواة، مثل: البخاري في «التاريخ الكبير»، وبحشل في «تاريخ واسط»، والعقيلي في «الضعفاء»، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء»، وأبي الشيخ الأصبهاني في «طبقات المحدثين بأصبهان»، وأبي نعيم الأصبهاني في «أخبار أصبهان» وغيرهم.

وسأجمل في نقاط منهج الخطيب في إيراد أحاديث «تاريخه»، وصفات هذه الأحاديث، فمن ذلك:

١ - يورد الخطيب في الترجمة غالبًا حديثًا أو أكثر مما تفرد به صاحب الترجمة؛ وذلك لأن ما ينفرد به الراوي هو ما يتميز به من الحديث، ولذلك نجد الخطيب كثيرًا ما يقول في تعليقاته على الأحاديث التي يوردها: «غريب من حديث فلان»، أو «تفرد به فلان»، أو «لم أكتبه إلا عن فلان» ونحوها من العبارات (١).

وحيث إن الغالب على الغرائب والأفراد أنها أحاديث ضعيفة (٢)، كان ما


(١) ينظر على سبيل المثال: تاريخ بغداد (٣/ ١٢٤ - ١٢٥، ٤٤٣)، (٤/ ٣١٣ - ٣١٤)، (٥/ ٩٤)، (٦/ ٣١٢)، (٧/ ٨٤ - ٨٥)، (٨/ ١٠٩ - ١١٠)، (٩/ ٦ - ٧)، (١٠/ ٤٢٦)، (١٢/ ٣٨٨).
(٢) ينظر: «الكفاية» (ص: ١٤٠ - ١٤٣)، و «تدريب الراوي» (٢/ ٦٣٤).

<<  <   >  >>