للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انفرد بإخراجه الخطيب هو من قبيل الضعيف، وقد ذكر السيوطي في مقدمة «الجامع الكبير» أن ما انفرد به الخطيب في «التاريخ» أو غيرِه، فهو ضعيف (١).

٢ - قد يورد الخطيب أحاديث للمترجَم له للدلالة على ضعفه وسوء ضبطه، فنجده يقول في مواضع من «تاريخه»: «أحاديث فلان مستنكرة تدل على وهاء حاله»، أو «أحاديثه تدل على سوء ضبطه»، أو «كان غير ثقة روى أحاديث باطلة»، أو «حدَّث عن فلان أحاديث منكرة»، أو «روى عن فلان حديثًا منكرًا»، أو نحوها من العبارات، ثم يسوق حديثًا أو أكثر للدلالة على ما ذهب إليه من حال المترجَم له (٢).

٣ - اعتاد الخطيب إذا ترجم لراوٍ ثقة أن يذكر ما أُنكر عليه من الحديث، ليُعرف ويميَّز، وكانت هذه عادة النقاد الأوائل، فقد ذكر الخطيب في ترجمة أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهُذَلي (٣) عن جعفر الطيالسي (٤) أنه قال: قال يحيى بن معين، وذكر أبا معمر: لا صلَّى الله عليه، ذهب إلى الرَّقَّة فحدَّث بخمسة آلاف حديث، أخطأ في ثلاثة آلاف.

ثم نقد هذه الحكاية قائلًا: «في هذا القول نظر، ويبعد صحته عند مَن اعتبر، ولو كان صحيحًا، لدوَّن أصحاب الحديث ما غلط أبو معمر فيه لعِظَمه


(١) «الجامع الكبير» (١/ ٤٤).
(٢) ينظر على سبيل المثال: «تاريخ بغداد» (٢/ ٤٠، ٥٣٧)، (٣/ ٢٧٢)، (٤/ ٣٦٨)، (٦/ ٢٠٤)، (٨/ ٩٩ - ١٠٠)، (١٠/ ٣٣٩)، (١١/ ٥٣٣)، (١٣/ ٣٣٤).
(٣) وهو ثقة مأمون، مات سنة (٢٣٦ هـ). «تقريب التهذيب» (ص: ١٠٥ رقم ٤١٥).
(٤) هو جعفر بن محمد بن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي، كان ثقة ثبتًا، صعب الأخذ، حسن الحفظ، توفي سنة (٢٨٢ هـ). «تاريخ بغداد» (٨/ ٨١ - ٨٣).

<<  <   >  >>