للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفُحشه، ولم يغفلوا عنه، كما دوَّنوا ما أخطأ فيه شعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، وغيرهم مع قلته في اتساع رواياتهم … » (١).

فكانت من عادة أصحاب الحديث تدوين ما أخطأ فيه الثقات، وهكذا فعل الخطيب، فقد ساق في ترجمة حفص بن غياث (٢) حديثين أُنكرا عليه (٣)، وذكر في ترجمة علي بن الحسن بن عَبدُويه الخزَّاز (٤) حديثًا أخطأ فيه (٥)، وروى في ترجمة الفضل بن يعقوب الرُّخامي (٦) حديثًا وهِم فيه (٧).

٤ - قد يكون الحديث الذي يورده الخطيب هو أصلًا للترجمة، ولولا هذا الحديث لم توجد الترجمة، وذلك أنه قد يجد حديثًا مرويًّا من طريق رجل موصوف بأنه بغدادي، فيصنع له ترجمة، يذكر فيها شيخه وتلميذه مستفيدًا ذلك من الحديث الذي يورده، ولا يذكر شيئًا آخر عن المترجم له أكثر مما هو مستفاد من الحديث المذكور.


(١) «تاريخ بغداد» (٧/ ٢٥٢).
(٢) وهو ثقة فقيه، تغيَّر حفظه قليلًا في الآخر، مات سنة (١٩٤ هـ) أو (١٩٥ هـ)، وقد قارب الثمانين. «تقريب التهذيب» (ص: ١٧٣ رقم ١٤٣٠).
(٣) «تاريخ بغداد» (٩/ ٧٦ - ٧٩).
(٤) قال الخطيب: كان ثقة. ونقل عن الدارقطني أنه قال فيه: لا بأس به. مات سنة (٢٧٧ هـ). «تاريخ بغداد» (١٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠).
(٥) «تاريخ بغداد» (١٣/ ٣٠٠).
(٦) وهو ثقة حافظ، مات سنة (٢٥٨ هـ). «تقريب التهذيب» (ص: ٤٤٧ رقم ٥٤٢٢).
(٧) «تاريخ بغداد» (١٤/ ٣٣٤ - ٣٣٥). وينظر أيضًا: «تاريخ بغداد» (٢/ ٢٧٣)، (٣/ ٤٨٤)، (١٢/ ٤١٥)، وسيأتي دراسة هذه الأمثلة وغيرها في الباب الثالث من هذه الرسالة.

<<  <   >  >>