للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث

النقد بمخالفة الراوي لغيره بوصل المرسل

قرَّر الخطيب في كتابه «الكفاية» أن الرواة إذا اختلفوا في الحديث، فبعضهم وصله وبعضهم أرسله، أن الصواب مع من وصله، وقد ذكرت كلامه في المطلب قبل السابق (١).

ولكن من خلال مطالعة كتابه «تاريخ بغداد» يتبين جليًّا أنه يرجِّح بالأحفظ والأكثر، وغيرهما من القرائن، ويسير في نقده في هذه المسألة على نهج أئمة الحديث ونقاده، بل هو في الغالب يرجِّح الإرسال على الوصل، وقد خالف بذلك ما قرره في «الكفاية» من ترجيح الوصل مطلقًا.

وهذه بعض الأمثلة التي توضِّح ذلك:

- المثال الأول:

روى الخطيب في ترجمة يحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري من «تاريخ بغداد» عن البَرْقاني قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ (٢) قال: حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري. قال: وحدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو علي القُوهُسْتاني (٣) قالا: حدثنا


(١) ينظر: (ص: ٢٦٧).
(٢) هو الدارقطني، وقد روى هذا الحديث بهذا الإسناد في «العلل» (٩/ ١٢٥).
(٣) أحاديثه مستقيمة حسان تدل على حفظه وثقته، مات سنة سبع وستين ومائتين. «تاريخ بغداد» (٥/ ١٥).

<<  <   >  >>