إذا اختلف الرواة في الحديث على شيخ ما، فبعضهم ذكره عنه على وجه وبعضهم ذكره على وجه آخر، أو ذكر بعضهم راويًا ولم يذكره غيرهم، أو زاد بعضهم لفظة وأهملها الآخرون، أو غير ذلك من الاختلاف في الحديث غير ما سبق من الخلاف في رفع الموقوف أو وصل المرسل؛ فإننا نجد الخطيب يرجِّح أيضًا بالأحفظ والأكثر، وغير ذلك من القرائن، مثل: الترجيح بوجود الحديث في كتاب الشيخ، والترجيح بأن الحديث معروف عند أهل العلم أنه مروي على طريقة معينة، والترجيح بأن الراوي لم يسلك في روايته السهولة والجادة المعروفة.
وهذه بعض الأمثلة التي توضح ذلك:
- المثال الأول:
روى الخطيب في ترجمة الفضل بن يعقوب الرُّخامي من «تاريخ بغداد» ومن طريقه أنه قال: حدثنا الفريابي، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم»(١).
(١) أصل الحديث أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب الخضاب (٥٨٩٩)، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في مخالفة اليهود في الصبغ (٢١٠٣) من طريق ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة به.