لقد اهتم المحدِّثون بنقد المتون اهتمامًا عظيمًا، واعتنوا به اعتناءًا بالغًا؛ فنرى كثيرًا من مباحث علوم الحديث تنقسم إلى قسمين؛ قسم في الإسناد وقسم في المتن، مثل: المضطرب، والمدرج، والمقلوب، والمصحَّف، والمعلَّل.
كما أن هناك مباحث أخرى خاصة بالمتن، لا دخل للإسناد فيها، مثل: غريب الحديث، ومختلف الحديث، وأسباب الحديث، وناسخ الحديث ومنسوخه.
وما اهتمام المحدثين بالأسانيد إلا وسيلة لحفظ المتون، وحمايتها من أن يدخل فيها ما ليس منها، وتنقيتها مما وقع في ألفاظها من خلل.
وقد ضرب الخطيب في نقد المتون مع المحدِّثين بسهم، من ذلك أنه ألَّف كتاب «الفصل للوصل المدرج في النقل» خصَّ معظم أبوابه لتمييز ما أُدرج في المتون من ألفاظ وليست منها.
ومن ذلك أيضًا أنه تعرَّض لنقد بعض المتون في كتبه الأخرى، ومنها كتابه «تاريخ بغداد»، وقد استخلصت منها بعض قواعد نقد المتن عند الخطيب وهي: