للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأوصاه قائلًا: «ينبغي لقارئ الحديث أن يتفكَّر فيما يقرأه حتى يسلم من تصحيفه، ومتى لم يكن حافظًا لكتاب الله تعالى لم يؤمَن عليه التصحيف في القرآن أيضًا، وهو من أقبح الأشياء» (١).

ثم قرَّر أن «التصحيف والإحالة يسبقان إلى من أخذ العلم عن الصُّحُف» (٢).

وقد عقد فصلًا في كتابه «الجامع لأخلاق الراوي» بعنوان «تقييد الأسماء بالشكل والإعجام حذرًا من بوادر التصحيف والإيهام» قال فيه: «في رواة العلم جماعة تشتبه أسماؤهم وأنسابهم في الخط، وتختلف في اللفظ، مثل بشر وبُسر، وبُريد وبَريد، وبَريد ويزيد، وعياش وعباس، وحيان وحبان، وحبان وحنان، وعُبيدة وعَبيدة، وغير ذلك مما قد ذكرناه في كتاب «التلخيص»، فلا يؤمَن على من لم يتمهَّر في صنعة الحديث تصحيف هذه الأسماء، وتحريفها، إلا أن تُنقَط وتُشكَل، فيؤمن دخول الوهم فيها ويسلم من ذلك حاملها وراويها» (٣).

وعقد فصلًا في أخبار المصحِّفين سماه: «بعض أخبار أهل الوهم والتحريف، والمحفوظ عنهم من الخطأ والتصحيف، نبتدئ بأخبار من صحَّف في الأسانيد، ثم نتبعها بأخبار من صحَّف في المتون بمشيئة الله» (٤).


(١) «الجامع لأخلاق الراوي» (١/ ٢٩٧).
(٢) «الكفاية» (ص: ١٦٣).
(٣) «الجامع لأخلاق الراوي» (١/ ٢٦٩).
(٤) «الجامع لأخلاق الراوي» (١/ ٢٨٥).

<<  <   >  >>