للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفراد الخراسانيين، عن المكيين؛ فإن الحسين بن داود بلخي، والفضيل بن

عياض عداده في المكيين» (١).

وقال الحافظ ابن حجر بعد إيراده كلام الحاكم: «وإنما انفرد به الحسين ولم يروه غيره، وهو معدود في مناكيره» (٢).

والحسين بن داود هذا قال فيه الخطيب في «تاريخ بغداد»: «لم يكن الحسين بن داود ثقة؛ فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، أكثرها موضوع» (٣).

ونقل عن الحاكم أنه قال: «حسين بن داود بن معاذ البلخي لم ينكَر تقدُّمه في الأدب والزهد، إلا أنه روى عن إبراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك وعن جماعة لا يحتمل سنُّه السماع منهم، مثل ابن المبارك، والنضر بن شميل، والفضيل بن عياض، وأبي بكر بن عياش، وشقيق البلخي، وكثرت المناكير في رواياته، أخبَرونا أنه توفي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين ومائتين» (٤).

فتفرُّد هذا الرجل الهالك عن مثل فضيل بن عياض على إمامته وشهرته وكثرة ما له من التلاميذ والأصحاب، لدليلٌ واضح على كذبه، وأن فضيلًا لم يحدث به قط، لا سيما وسنُّه لا يحتمل السماع منه، كما قال الحاكم (٥)، فلهذه الأمور حكم الخطيب على حديثه بالوضع، والله أعلم.


(١) «معرفة علوم الحديث» (ص: ١٠١).
(٢) «النكت على كتاب ابن الصلاح» (٢/ ٧٠٨).
(٣) «تاريخ بغداد» (٨/ ٥٧٦).
(٤) «تاريخ بغداد» (٨/ ٥٧٧).
(٥) فقد مات الفضيل سنة (١٨٧ هـ) وقيل قبلها كما في «تقريب التهذيب» (ص: ٤٤٨ رقم ٥٤٣١)، ومات الحسين بن داود سنة (٢٨٢ هـ)، فبين وفاتيهما خمس وتسعون سنة، ولم أجد أحدًا ذكر تاريخ ميلاد الحسين، والله أعلم.

<<  <   >  >>