للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاشتهار العدوي بها، حتى رأيت له أحاديث جماعة سلك فيها السهولة، واتبع في روايتها المجرَّة (١)، وكان يحدث كثيرًا من حفظه».

ثم روى للطِّرازي ثلاثة أحاديث رواها عن أبي سعيد العدوي عن خراش عن أنس، ثم قال: «وجميع نسخة أبي سعيد العدوي التي رواها عن خراش أربعة عشر حديثًا، وليس فيها شيء من هذه الأحاديث. وقد رأيتُ للطِّرازي أشياء مستنكرة غير ما أوردته تدل على وهاء حاله وذهاب حديثه» (٢).

فهذا الحديث يرويه الطِّرازي (٣) عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي (٤) عن خراش عن أنس، وروايته أخرجها ابن عساكر (٥).

وقد وَهِم الطِّرازي في ذلك على أبي سعيد العدوي؛ لأن هذا الحديث لم يروه أبو سعيد العدوي عن خراش عن أنس، وإنما رواه عن بشر بن معاذ عن بشر بن المفضل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، وهذه الرواية

أخرجها ابن عساكر (٦).

وقد استدل الخطيب على خطأ الطرازي بأمور:


(١) أي: اتبع الطريق المعتاد المسلوك في أحاديث شيوخه. ينظر: «تحرير علوم الحديث» للجديع (٢/ ٧٤٢ - ٧٤٣).
(٢) «تاريخ بغداد» (٤/ ٣٦٦ وما بعدها).
(٣) قال الخطيب في ترجمته من «تاريخ بغداد» (٤/ ٣٦٦): «كان فيما بلغني يظهر التقشف، وحُسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل».
(٤) وهو كذاب، ينظر ترجمته في «تاريخ بغداد» (٨/ ٣٧٨ وما بعدها).
(٥) «تاريخ دمشق» (١٩/ ٥٧)، و «معجم ابن عساكر» (١/ ٤٧٥).
(٦) «معجم ابن عساكر» (١/ ٤٧٤ رقم ٥٧٦).

<<  <   >  >>