للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد عاد في نفس السنة إلى بغداد، فحضر وفاة والده في منتصف شوال من

نفس السنة (١).

وقد استفاد الخطيب من رحلته هذه فوائد جمة، لم تكن عند كبار مشايخه، فوجد نفسه متأهِّلًا للتحديث وإفادة الطلبة، فحدَّث، وكتب عنه شيخه أبو القاسم الأزهري، وقد ذكر ذلك الخطيب فقال: «حدَّثتُ ولي عشرون سنة، حين قدمت من البصرة، كتب عني شيخنا أبو القاسم الأزهري أشياء أدخلها في تصانيفه، وسألني فقرأتها عليه، وذلك في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة» (٢).

رحلته إلى نيسابور:

ثم رحل إلى نيسابور سنة خمس عشرة وأربعمائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وقد كان متردِّدًا بين الرحلة إلى مصر أو إلى نيسابور، وقد استشار شيخه البَرْقاني في هذا الأمر، يقول الخطيب: «استشرت البَرْقاني في الرحلة إلى أبي محمد بن النحاس (٣) بمصر، أو إلى نيسابور إلى أصحاب الأصم (٤)،


(١) «تاريخ بغداد» (١٣/ ٢٧٩).
(٢) «الجامع لأخلاق الراوي» (١/ ٣٢٥ رقم ٧٢٣)، و «معجم الأدباء» (١/ ٣٩٢). وينظر: «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري» لابن عساكر (ص: ٢٧١).
(٣) هو عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد، أبو محمد التجيبي المصري البزاز، المعروف بابن النحاس، مسند ديار مصر في وقته، وكان الخطيب قد همَّ بالرحلة إليه لعلو سنده، توفي سنة ست عشرة وأربعمائة. «تاريخ الإسلام» (٩/ ٢٧٠).
(٤) هو الإمام المحدث مسند العصر، رحلة الوقت، أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري الأصم، حدث بكتاب «الأم» للشافعي عن الربيع، وطال عمره وبعد صيته، وتزاحم عليه الطلبة، وقد حدَّث في الإسلام ستًّا وسبعين سنة، توفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة. «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٤٥٢).

<<  <   >  >>