للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- المثال الرابع:

قال الخطيب في ترجمة أبي ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي: «أخبرنا أبو سهل عبد الواحد بن محمد اللِّحياني الخشَّاب بنيسابور قال: أخبرنا أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي بمكة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حاتم بن الليث قال: حدثتني حكَّامة بنت عثمان بن دينار قالت: حدثني أبي، عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» (١).

كذا حدثنا عنه اللِّحياني بهذا الحديث، وبحديث آخر عن الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي، ولم يذكر الغنجار ولا ابن البيِّع، أن أبا ذر هذا يروي عن أبيه، فأخشى أن يكون رُوي الحديث لشيخنا عن محمد بن مخلد بن حفص الدوري، عن حاتم بن الليث، فظن شيخنا أن الدوري والده والله أعلم» (٢).

ينبِّه الخطيب على خطأ يظنه وقع من شيخه اللِّحياني (٣)، وذلك أنه حدَّثه


(١) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا (٣٩٨٧) من طريق آخر عن أنس. وأصل الحديث في «صحيح مسلم» كتاب الإيمان، باب بدأ الإسلام غريبًا (١٤٥) من حديث أبي هريرة.
(٢) «تاريخ بغداد» (١٤/ ١٨٤).
(٣) هو أحد كبار المشايخ، مؤثر الفقه، مرضي الأخلاق، وحميد السيرة، قليل الادخار، سخي النفس، من مشايخ الصوفية والمحققين في الطريقة العارفين بدقائق المعاملة، سمع الكثير. «المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور» (ص: ٣٦٩).

<<  <   >  >>