للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا روى الحُميدي عن ابن عيينة، ولسفيان بن عيينة في أبي حنيفة كلام غير هذا كثير يشبهه في المعنى، قد ذكرناه في أخبار أبي حنيفة (١)، ولو كان ابن عيينة أعظمَ أبا حنيفة ذاك الإعظام، وجعله رابع أئمة علماء الإسلام، لم يقدم عليه بالقول الشنيع هذا الإقدام، فبان بما ذكرناه أن أحمد بن المغلِّس زاد فيما روى واختلق ما حكى، ونسأل الله العصمة من الزلل، والتوفيق لصالح القول والعمل» (٢).

القاعدة الثالثة: الاستدلال على الخطأ في المتن بمخالفة راويه لمن هو أولى منه:

قال الخطيب في ترجمة محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح صاحب المصلي: «أخبرنا علي بن أبي علي قال: حدثنا محمد بن جعفر الصالحي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن بشار بن أبي العجوز قال: حدثنا الحسن بن هارون بن عَقَّار قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُملي مصاحفنا إلا غلمان بني هاشم».

وقد وَهِم الصالحي في متن هذا الحديث، وصوابه عن ابن أبي العجوز: حدثنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي العجوز ببغداد وما كتبناه إلا عنه قال: حدثنا الحسن بن هارون ابن أخي سلمة بن عَقَّار قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة


(١) ينظر: «تاريخ بغداد» (١٥/ ٥٢٦، ٥٧٥).
(٢) «تاريخ بغداد» (٥/ ٣٤٠).

<<  <   >  >>