للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينقدها نقد الصيرفي، فإذا رآها باطلة فإنه يحكم عليها بالبطلان حتى مع صحة أسانيدها في الظاهر.

فمن ذلك أنه روى في ترجمة أحمد بن روح البزاز (١) من «تاريخ بغداد» ومن طريقه عن عمرو بن مرزوق الباهلي (٢) قال: حدثنا عمران القطان (٣)، عن قتادة، عن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات مبتدع فإنه قد فُتح على الإسلام فتح» (٤).

ثم قال: «الإسناد صحيح، والمتن منكر» (٥).

فلم تغُرَّ الخطيبَ صحةُ إسناده في الظاهر، بل تأمَّل المتن وحكم عليه بالنكارة، والله أعلم (٦).

* * *


(١) لم يذكر الخطيب في ترجمته له جرحًا ولا تعديلًا، وقال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (١/ ٩٨ رقم ٣٧٧): «بغدادي يجهل».
(٢) هو عمرو بن مرزوق الباهلي أبو عثمان البصري، ثقة فاضل له أوهام، مات سنة أربع وعشرين ومائتين. «تقريب التهذيب» (ص: ٤٢٦ رقم ٥١١٠).
(٣) هو عمران بن داوَر أبو العوام القطان البصري، صدوق يَهِم ورُمي برأي الخوارج، مات بعد الستين ومائة. «تقريب التهذيب» (ص: ٤٢٩ رقم ٥١٥٤).
(٤) ورواه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١/ ١٣٩ رقم ٢١٣) من طريق الخطيب.
(٥) «تاريخ بغداد» (٥/ ٢٥٦).
(٦) وينظر مثال آخر سبقت دراسته في مطلب النقد بالطعن في الراوي بالكذب (ص: ١٥٣).

<<  <   >  >>