للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أورد له الحديث المذكور بإسناده، ثم قال: «وهذا حديث موضوع، وضعه عبد الله بن حفص هذا» (١).

* وكان من أكثر الحفاظ الذين استفاد منهم الخطيب وتأثر بهم في أحكامه النقدية هو إمام العلل في عصره الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني - رحمه الله -، لا سيما في كتابه «علل الحديث»، والدارقطني هو شيخ شيخ الخطيب، فالخطيب يروي كتب الدارقطني عن شيخه البَرقاني عن الدارقطني مباشرة، وكان البَرْقاني من أخص تلاميذ الدارقطني وأجلِّهم، وكان يورِّق له فترة من حياته، وكتابه «العلل» قد أملاه على البَرْقاني من حفظه غير مرتَّب، ثم رتَّبه البَرْقاني على المسانيد بعد استئذان الدارقطني، وقرأه عليه من كتابه الذي كتبه البَرْقاني بخطه، ونسخه الناس من نسخة البَرْقاني (٢).

فالبَرْقاني إذن أعلم الناس بكتاب «علل الدارقطني»، ونسخته منه أوثق النسخ، وعن البَرْقاني أخذ الخطيب هذا الكتاب بغير واسطة، ودرسه واستوعب ما فيه، فتأثر به تأثرًا شديدًا، وقد ظهرت ملامح هذا التأثر على أحكام الخطيب النقدية.

وتوجد أمثلة عديدة تبين أوجه تأثُّر الخطيب بالدارقطني، قد سبقت

دراسة بعضها في مباحث الرسالة (٣).


(١) وينظر لمزيد من الأمثلة: «تاريخ بغداد» (٥/ ٩٧)، (٥/ ١٢٥ وما بعدها)، (١٣/ ٣٣٥ وما بعدها).
(٢) ينظر: «تاريخ بغداد» (١٣/ ٤٩١).
(٣) ينظر: (ص: ٢٩١، ٣١٥، ٣٣١، ٣٣٢، ٣٧٢).

<<  <   >  >>