للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأحاديث الثقات الذين شاركوه فيها، لم تخالف أحاديث الثقات إلا في القليل النادر.

- المثال الثاني:

ذكر الخطيب في ترجمة أحمد بن محمد بن سوادة، أن الدارقطني قال فيه: «يُعتبر بحديثه ولا يُحتج به».

فتعقَّبه الخطيب قائلًا: «ما رأيتُ أحاديثَه إلا مستقيمة، فالله أعلم» (١).

فالدارقطني قد حكم على هذا الراوي بأن أحاديثه يُعتبر بها في الشواهد والمتابعات، ولا يُحتج بها، فلم يرتضِ الخطيب بحكم الدارقطني، وذهب إلى أنه فحص أحاديث هذا الراوي فوجدها مستقيمة خالية من الأخطاء والمناكير.

- المثال الثالث:

ذكر الخطيب في ترجمة الحسين بن محمد بن بهرام المَرْوَرُّوذي (٢)، أن عبد الرحمن بن أبي حاتم (٣) سأل أباه عن حديث رواه الحسين المَرْوَرُّوذي، عن جرير بن حازم، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رجلًا زوَّج ابنته وهي كارهة، ففرَّق النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما (٤).


(١) «تاريخ بغداد» (٦/ ١٤٣).
(٢) ثقة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين أو بعدها بسنة أو سنتين. «تقريب التهذيب» (ص: ١٦٨ رقم ١٣٤٥).
(٣) «علل الحديث» (٤/ ٥٩).
(٤) أخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب في البكر يزوجها أبوها ولا يستأمرها (٢/ ٢٣٢ رقم ٢٠٩٦)، والنسائي في «السنن الكبرى»، كتاب النكاح، باب البكر يزوجها أبوها وهي كارهة (٥/ ١٧٦ رقم ٥٣٦٦)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب من زوج ابنته وهي كارهة (١/ ٦٠٣ رقم ١٨٧٥) كلهم من طريق حسين المروروذي به.

<<  <   >  >>