للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان الخطيب خبيرًا بمثل هذا التزوير، وقد جرَّح كثيرًا من الرواة به،

فمن ذلك:

- قال الخطيب في ترجمة أبي الحسن محمد بن عبيد الله بن حَبَابة: «رأيت في أصل أبي محمد بن ماسي (١) سماعَ أبي الحسن بن حَبَابة مع أبيه بالخط العتيق، ونظرت في بعض أصول أبيه أبي القاسم بن حَبَابة (٢) فرأيته قد ألحق لنفسه فيها السماع منه بخط طري، ورأيت أيضًا أصلًا لأبيه عن أبي بكر بن أبي داود، وعلى وجه الكتاب سماع لعبيد الله بن محمد بن حَبَابة، وقد ألحق ابنه بخط طري: ولابنه محمد» (٣).

- وقال في ترجمة إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدَّل من «تاريخ بغداد»: «كان بعض سماعاته صحيحًا في كتب أخيه (٤)، وبعضها مفسودًا، رأيت إلحاقه لنفسه السماع مع أخيه في جزء عن ابن الأنباري إلحاقًا ظاهرًا بيِّن الفساد، وكذلك رأيته في جزء آخر عن ابن دُرَيد، وحدَّث بالجميع، وحدَّث أيضًا من كتب لأخيه لم يكن له فيها سماع قديم ولا مُلْحَق» (٥).


(١) هو عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو محمد البزاز، كان ثقة ثبتًا، توفي سنة تسع وستين وثلاثمائة. «تاريخ بغداد» (١١/ ٦٠).
(٢) هو عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد البزاز، كان ثقة، توفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. «تاريخ بغداد» (١٢/ ١٠٨).
(٣) «تاريخ بغداد» (٣/ ٥٨٦ - ٥٨٧).
(٤) لم أجد له ترجمة.
(٥) «تاريخ بغداد» (٧/ ٣١٠).

<<  <   >  >>