للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وربما جاء حديث آخر يشترك مع هذا الإسناد المشهور (الجادة) في بعض رجاله، ويختلف في بعضهم الآخر، فيرويه بعض الرواة فَيَهِم، فيذكر الإسناد المشهور بتمامه بحكم الاشتراك في بعضه، فينبه العلماء على هذا الوهم، ويوضِّحون سببه (١).

ذكر الخطيب في حديث يرويه عاصم بن كُليب عن عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله عن وائل بن حجر، أن غير واحد جعلوه عن عاصم بن كُليب عن أبيه عن وائل بن حجر، وأنه وهِم، وإنما سلك به الذي وهم فيه المحجَّة السهلة؛ لأن عاصم بن كُليب عن أبيه عن وائل بن حجر، أسهل عليه من عاصم بن كليب عن عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله عن وائل بن حجر (٢).

٣ - مخالفة الرواية للمشهور:

من الطرق التي يُعلم بها صحة الرواية من ضعفها، موافقة الرواية للأمر المشهور أو مخالفتها له، فإذا كانت الرواية موافقة للمشهور المعروف كان هذا من أدلة صحتها، وإذا كانت مخالفة له كان من أدلة ضعفها ووهائها.

وقد سبق مثال يوضح ذلك في فصل نقد المتون (٣).

٤ - عدم وجود الرواية في كتاب الشيخ:

إن من الطرق التي يُعرف بها وهاء الرواية تحديث الراوي عن شيخ له


(١) ينظر: «تدريب الراوي» (١/ ٣٠٦)، ومقدمة تحقيق «علل الحديث» لابن أبي حاتم (١/ ١١٨).
(٢) «الفصل للوصل» (١/ ٤٣٩)، وينظر مثال آخر سبقت دراسته (ص: ٣٤٠).
(٣) ينظر: (ص: ٤٠٣).

<<  <   >  >>