للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبل البدء في السرد لا بد من التنبيه على أمر مهم، وهو أن مصادر الخطيب الحديثية في «تاريخه» لم تكن من الكتب الصحاح والمشاهير، مثل: الكتب الستة، وصحاح ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ومسانيد الأئمة أبي داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ونحوها من الكتب الصحيحة أو المشهورة، بل كانت من كتب أخرى هي دون الكتب المذكورة في الصحة والشهرة، مثل: كتب المعاجم (١) والمشيخات (٢) والأمالي (٣) والأجزاء (٤) والغرائب والأفراد والفوائد (٥) والعلل وتراجم الرجال ونحوها، ذلك لأنه لم يكن مقصوده إيراد الأحاديث للاحتجاج أو الاستشهاد، بل كان مقصوده إيراد ما اتصل له بالإسناد من أحاديث المترجَم له، لا سيما تلك التي تفرَّد بها، أو أُنكرت عليه، لذلك كانت مصادره في


(١) المعاجم: ما ذُكر فيها الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء. ينظر: «شرح ألفية السيوطي في الحديث» للأثيوبي (١/ ٢٣٢).
(٢) المشيخات: الكتب التي تشتمل على ذكر الشيوخ الذين لقيهم المؤلف وأخذ عنهم، أو أجازوه وإن لم يلقهم. «الوسيط في علوم الحديث» لأبي شهبة (ص: ٣٦٥).
(٣) الأمالي: هي أن يعقد الشيخ مجلسًا، ويملي على تلاميذه أحاديث في باب معين أو أبواب متفرقة. ينظر: «الميسَّر في علم تخريج الحديث النبوي» لعبد القادر بن مصطفى المحمدي (ص: ١١).
(٤) الأجزاء: ما دُوِّن فيها حديث شخص واحد من الأئمة المعروفين، أو مادة واحدة من أحاديث جماعة. «الوسيط في علوم الحديث» (ص: ٣٦٥).
(٥) الفوائد: هي الأحاديث التي يخرجها المؤلف، ويرى أنها لا توجد عند غيره. ينظر: تعليق العلامة المعلمي اليماني على «الفوائد المجموعة» (ص: ٤٨٢).

<<  <   >  >>