للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تعقَّبه بقوله: «وهذا القول عندي وهم؛ لأنه مروزي وليس ببغدادي، وروايته عن نعيم بن حماد، وسويد بن نصر المروزيَّين» (١).

٤ - نقد الروايات المنكرة والواهية:

ذكر الخطيب في ترجمة محمد بن يونس الكُدَيمي عن أحمد بن عبد الله الأصبهاني (٢) أنه قال: أتيتُ عبد الله بن أحمد بن حنبل، فقال: أين كنتَ؟ فقلتُ: في مجلس الكُدَيمي. فقال: لا تذهب إلى ذاك؛ فإنه كذَّاب. فلما كان في بعض الأيام مررتُ به، فإذا عبد الله يكتب عنه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، ألستَ قلتَ: لا تكتب عن هذا؛ فإنه كذَّاب؟! قال: فأومأ بيده إلى فيه أن اسكت. فلما فرغ وقام من عنده، قلتُ: يا أبا عبد الرحمن، أليس قلتَ: لا تكتب عنه؟ قال: إنما أردتُ بهذا أن لا يجيء الصبيان، فيصيروا معنا في الإسناد واحدًا، إنما هو يُحيي الموتى، أسانيد قد مات صاحبها منذ سنين.

فنقد الخطيب هذه الحكاية المنكرة بقوله: «كان عبد الله بن أحمد أتقى لله من أن يُكذِّب من هو عنده صادق، ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، وفي هذه الحكاية نظر من جهته، والله أعلم» (٣).

وروى الخطيب في ترجمة محمد بن الحسين بن حُميد بن الرَّبيع اللَّخْمي


(١) «تاريخ بغداد» (٣/ ٧٤). وينظر لمزيد من الأمثلة: «تاريخ بغداد» (١/ ٣٦٨ - ٣٦٩، ٥٠٤) (٢/ ١٦ - ١٧، ٣٤، ٢٧٢)، (٣/ ١٩، ٣٥٥، ٤٩٢، ٦٦٠)، (٤/ ٤٨١)، (٧/ ٧، ٢٥٢، ٢٧٧) (٨/ ٢٠٤).
(٢) لم أجد له ترجمة.
(٣) «تاريخ بغداد» (٤/ ٦٩٣ - ٦٩٤).

<<  <   >  >>