للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفرنسية والإيطالية والألمانية، ونقل عن العرب العلوم والفلسفات العربية كما هي بأسمائها الأصلية، وفي أغلب الأحيان لم يشيروا إلى مصادرها، كما أخذوا عن العرب منهجهم العلمي في البحث١.

ونورد رأي المستشرق "إدواربروي" أستاذ تاريخ الحضارات في جامعة "السوريون في باريس" في دور الحضارة الإسلامية٢، جميل بالإنسان أن يرتفع إلى مستوى الإنصاف انجلى غبار الفتح الإسلامي عن إمبراطورية جديدة، ولا أوسع، وعن حضارة ولا أسطع، وعن مدينة ولا أروع، عول عليه الغرب في تطوره الصاعد ورقيه البناء بعد أن نفخ الإسلام في سَم موات "من التراث الإنساني القديم" روحا جديدة عادت معه الحياة فنبض "أي التراث الإنساني" وأشع وأثرى، ولهذه الأسباب مجتمعة، كان لا بد أن يحتل تاريخ العالم الإسلامي محلا مرموقا في ثقافة رجل العصر، كما كان لا بد لرجل العصر هذا من أن يفهم جيدا أن المدينة لا يقتصر مدلولها على شعب أو بلد متحيز في الزمان، فالتراث الحضاري الإنساني للجميع، وعلى رجل العصر أن يعرف جيدا، أنه قبل "توما الأكويني" الذي رأى النور في إيطاليا، طلع "ابن سينا" وأن مساجد دمشق وبغداد وقرطبة ارتفعت قبابها، قبل "كاتدرائية نوتردام" في باريس بزمان، وألا ينتقص من شأن العالم العربي الإسلامي "من خلال واقعه الراهن"، بل علينا اعتبار الأزمنة والأمكنة، والذي لا يزال على الرغم من جزئياته وخصائصه، تاريخ هذه البشرية الجامعة الجمعاء.

يقول غوستاف لوبون: "إن العرب استطاعوا أن يبدعوا حضارة جديدة ... وكان تأثير العرب في الغرب عظيما، يرجع إليهم الفضل في حضارة أوروبا"، ويقول المستشرق الألماني شخت: "لقد تتلمذت أوروبا على العرب مدة "خمسة قرون" نهلت


١ حسين محمد كامل. أثر العرب والإسلام في النهضة الأوروبية اليونسكو، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر القاهرة ١٩٧٠.
٢ إدواربروي. تاريخ الحضارات العام، ٣/ ١٠٩، فجر الإسلام، باريس. المجلد الثالث.

<<  <   >  >>