للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتابه "العشر مقالات في العين" ويقول مؤرخ الطب الغربي إدوار براون: إن يوحنا ماسويه قد وضع كتاب "دغل العين"، وهو أقدم كتاب وضع في طب العيون من مختلف اللغات القديمة، ويقول الدوميلي وماكس مايرهوف: إن كتاب "تذكرة الكحالين" الذي صنفه "علي بن عيسى" في "القرن العاشر" يعلو على جميع الكتب الأوروبية حتى "القرن التاسع عشر"، وعلى هذا المستوى كتاب "المنتخب في علاج أمراض العين" لعمار بن علي الموصلي بالقاهرة، ترجمه إلى الألمانية هير شبرج مع آخرين، وهو الذي اخترع الإبرة المجوفة التي تمتص ماء العين "Cataracta".

كان العرب أول من استخدم المخدر١، وسموه بالمرقد، ونبهوا إلى شكل الأظافر عند المصدورين، ووصفوا صب الماء البارد لإيقاف النزف، وعالجوا الجنون علاج الأمراض الطبيعية. وبشكل عام ظلت دراسة الطب في أوروبا عالة على العرب أكثر من "أربعة قرون".

أما العلوم المساعدة في الطب فقد اهتم العرب بعلمي "النبات والكيمياء"، اشتهر بعلم النبات رشيد الدين الصوري "ت ٦٢٩هـ/ ١٢٤١م"، وكان منهجه في دراسة النبات على نحو ما هو عليه في أيامنا الحاضرة، وقد استفاد العرب من النبات في الصيدلة "علم الأدوية" عند العرب. وكانت كلية الطب في سالرنو تدرس الطب والصيدلة بالعربية واللاتينية، وبقيت على ذلك نحو "تسعمائة عام" وقد فرق العرب بين علم النبات وهو بالعلم أشبه وبين علم الصيدلة وهو بالعمل أشبه، وكل منهما مشترك بالآخر.

يقول الأستاذ "ميير هوف" إن علم الصيدلة العربي استمر في أوروبا حتى منتصف "القرن التاسع عشر"، هذا وإن أول صيدلية افتتحت في العالم كانت في إيطاليا، ولم


١ في العصور الحديثة يعود اكتشاف تسكين الآلام بالمورفين مع ضبط جرعته إلى فريدريك ويلهيام شتونر "عام ١٨٠٣"، والتخدير الذي يعطل الإحساس بالألم إلى وليم مورتن "عام ١٨٤٦"، والكمامة المعقمة إلى ويليام هانتز "عام ١٨٩١".

<<  <   >  >>