للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتحول الأمر من الأعشاب إلى المساحيق والأقراص والأشربة إلا بعد أن ازدهرت الكيمياء في "القرن التاسع عشر"١، ونذكر من الأطباء الذين كانوا يعالجون بالأعشاب: الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن خورشيد الطبري الناتلي "كان حيا سنة ٣٨٠هـ/ ٩٩٠م ظنا" وإسحاق بن عمران، وكتابهما في إستانبول وفي الأسكوريال٢.

وقد خلف لنا علماء العرب كتبا كثيرة في الصيدلة منها "تذكرة ابن داود"، وكانت من مراجع الصيادلة في القرون الماضية، وبدأ علماء أوروبا في "عام ١٩٦٤" وأيضا في أمريكا يعيدون قراءة كتابه للاستفادة مما ذكره حول النباتات التي ستخدم طبيا.

إن من أهم وأندر المؤلفات التي وضعت في هذا المجال كتاب جابر بن حيان "ت ١٩٨هـ/ ٨١٣م" "السموم ودفع مضارها"، سار فيه وفق النهج العلمي، الذي لا يختلف في جوهره عما هو جار الآن، وكتاب "القانون" لا بن سينا، تضمن خمسة أبواب اثنان منها "٢/ ٥" في الأدوية المركبة والأدوية المفردة "الأقرباذين"، وله مختصر أقرباذين ابن سينا" مصور بمعهد التراث بحلب برقم "٣٩١/ ١٣/ مجموع".

ونذكر أبا جعفر الغافقي "ت ٥٥٠هـ/ ١١٥٥م" ويعده ماكس ما يرهوف أعظم الصيادلة أصالة وأرفع النباتيين مكانة عند المسلمين طوال العصور الوسطى، كما وضع ابن البيطار "٦٤٦هـ/ ١٢٤٩م" رئيس العشابين "أي نقيب الصيادلة" في مصر أكبر موسوعة في هذا المجال بكتابه "الجامع في الأدوية المفردة،" وقد تضمن أكثر من ألف وأربعمائة صنف من الأدوية المختلفة على حروف المعجم.

هذا وقد اختار مجمع الصيادلة في إنجلترا أعظم اثنين تدين لهما علوم الصيدلة بالفضل هما "جالت" اليوناني و"ابن سينا" العربي.


١ أمين رويحة. التداوي بالأعشاب، ط٧، بيروت ١٩٨٣م، ص١٥-١٧.
٢ زهير حميدان. أعلام الحضارة العربية الإسلامية في العلوم الأساسية والتطبيقية، ١/ ١٦٩-٣٢٤، وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٥م.

<<  <   >  >>