للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما علم الكيمياء "علم الصنعة" فإن المستشرقين ومنهم: سارتون، هولميارد، كارل بوير، ول ديورانت، وبول كراوس، ومايرهوف، وزيغريد، وغيرهم أشاروا إلى دور العرب في مجال علم الكيمياء واستفادة الغرب منهم، ويتفق مؤرخو هذا العلم على أن نشأته علما تجريبيا كان مقدرا على أن يكون على يد علماء وفي مقدمتهم:

جعفر الصادق أبو عبد الله "ت ١٤٩هـ/ ٧٦٦م"، وهو من الرواد الأوائل في هذا العلم، وأستاذ جابر بن حيان في هذا المجال، وكان جابر أول من أثبت دعائم هذا العلم، وكانت تسمى قبله "الصنعة" وبقيت الكيمياء طوال العصور الوسطى تسمى "علم جابر" أو "صنعة جابر" وله كشوف كثيرة في هذا المجال، منها طريقة فصل الذهب عن الفضة وما تزال هذه الطريقة متبعة حتى الآن في تقدير عيارات الذهب في السبائك، وبلور نظرية "الاتحاد الكيميائي" التي تقول: إنه يكون باتصال العناصر المتفاعلة بعضها مع بعض، وهذا يوحي بالنظرية المشهورة التي نسبها علماء الغرب خطأ إلى العالم الإنكليزي جون دالتون "ت ١٢٦٠هـ/ ١٨٤٤م" أي بعد جابر بن حيان بما ينوف عن "عشرة قرون".

يعد الغربيون والشرقيون أبا بكر الرازي، تلميذ جابر بن حيان مؤسس الكيمياء الحديثة. وفي رأي الدوميلي أنه أسس الكيمياء علما تجريبيا قبل أن ينشأ عند الأوروبيين بمئات السنين، ويقول عنه هولميار "Holmyard" إنه أول مبدع في علم الكيمياء على أسس علمية صحيحة، وقد بلغت مؤلفاته "٢٢٠" مؤلفا مفتديا إياها ببصره، تتسم بالمنهج العلمي والأمانة في الاقتباس والدقة بالمصطلحات، وسهولة الفهم، وهو أول من استخدم الزئبق في تركيب المراهم والفحم الحيواني في إزالة الألوان والروائح من المواد العضوية، وفرق بين كربونات الصوديوم والبوتاسيوم و ... وهناك سالم الحراني١ كان حيا سنة "١٩٨هـ/ ٨١٣م" كيميائي صنعوي. أما الحسن الهمذاني "ت ٣٣٤هـ/ ٩٤٥م" فله كتاب "الجوهرتان العقيقتان المائعتان من الصفراء والبيضاء"،


١ فؤاد سيزكين: تاريخ التراث العربي ٤/ ٤٠٢-٤٠٣، ترجمة: عبد الله حجازي.

<<  <   >  >>