وقال ابن كثير رحمه الله:"والخشوع في الصلاة إنما يحصل بمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة له وقرة عين"(١).
ولعمل القلب أثر عظيم على خشوع العبد في صلاته، وكما نعلم يقيناً أن القلب إذا صلح صلحت سائر الجوارح كما سبق في الحديث:«أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ القَلْبُ»، وعلى هذا فلا سبيل للخشوع إلا بصلاح القلب، نسأل الله أن يصلح قلوبنا، ومن أكثر الأعمال القلبية أثراً على الخشوع في الصلاة: الإخلاص، واليقين، والصبر، والمحبة، والخوف والرجاء؛ وذلك لأن الخشوع في الصلاة مرتبط بالقلب فلا سبيل إليه إلا بالإخلاص لله تعالى ومجاهدة النفس على ذلك، واليقين بما جاءت به نصوص الكتاب والسنة، والصبر على الاستمرار على حضور القلب في الصلاة واستحضار عظمة الموقف بين يدي الله في الصلاة، وهذه الأعمال القلبية لها أثر بيّن في حصول الخشوع في الصلاة، وهي تختلف في شدة تأثيرها على عبادة الخشوع، وعلى رأسها: محبة الله والخوف منه والخشية والرجاء، ودونك شيء من الخبر باختصار عن هذه الأعمال القلبية بصورة عامة، وفق المطالب الآتية: