للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " (١).

وهذه الأذكار إذا قالها المصلي بقلب حاضر متدبر يدرك معاني ما يقول أحدثت أثرها في قلبه تعظيماً وإجلالاً لله تعالى، واستشعر بقلبه عظيم نعم الله المحيطة به، فهو يحمد الله على هذا النعم {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} النحل: ٥٣.

وقال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} النحل: ١٨.

ويتذكر قول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم: ٧.

[المسألة الخامسة: أثر عمل القلب في عبادة الركوع]

قال -صلى الله عليه وسلم-: " .. فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ .. "، فتعظيم الرب في الركوع عمل قلبي تشترك فيه الجوارح، فإذا نطق اللسان بقول: سبحان ربي العظيم، وركع المؤمن بجسده معظماً لله، وحضر القلب، وعلم العبد معاني ما يقوله في ركوعه، وفرغ قلبه لله من الانشعال بغيره وهو في هذا الموقف العظيم، وكرر سبحان ربي العظيم وهو يدرك بقلبه، ويشعر بعظمة الله حاضرة في قلبه ونفسه، كأنه يراه فإن لم يكن يراه فهو يؤمن حقيقة أن الله يراه، كما في حديث الإحسان: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، فهو يقدر الله حق قدره ويعظمه حق تعظيمه بقلبه وجوارحه، يدرك معنى عظمة الله فهو يتدبر بقلب حاضر وإحساس صادق معنى (سبحان ربي العظيم) ويدرك عظمة الله من خلال حديثه عن نفسه تبارك وتعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الزمر: ٦٧

وقال تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج: ٧٤


(١) أخرجه مسلم (١/ ٣٤٧) ح (٤٧٧).

<<  <   >  >>