للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- (مسلم وأبو عوانة): «اللهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا».

- (مسلم وأبو عوانة): «[اللهُمَّ] [إني] أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، [وَأَعُوذُ] بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» " (١).

[المسألة الثالثة: أثر عمل القلب في عبادة السجود]

قال -صلى الله عليه وسلم-: « .. وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

والسجود ذل وخضوع لله في القلب يظهر أثره على الجوارح، " فيضع أشرف شيء فيه وهو وجهه على التراب خشوعاً لربه واستكانة وخضوعاً لعظمته وذلا لعزته قد انكسر له قلبه وذل له جسمه وخشعت له جوارحه" (٢)، فحين يضع العبد وجهه على الأرض بين يدي ربه يذكره ويدعوه وهو قريب من القريب الذي قال عن نفسه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة: ١٨٦

وقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»، والسجود والدعاء من أعظم مواقف الذل والخضوع لله المؤدي إلى خشوع القلب الذي يظهر أثره على الجوارح.

وإذا قال العبد المؤمن في سجوده (سبحان ربي الأعلى) وكررها وقلبه حاضر وهو يدرك معنى ما يقول، وفرغ قلبه لله، وتذكر قربه من ربه في هذا الموقف، وشهد بعين قلبه علو الله على جميع خلقه، وهو أقرب ما يكون إلى عبده في موقف السجود، شعر بذله بين يدي الله وخضوعه له، فناسب في هذا الحال من خضوع العبد لربه في حال سجوده أن يكرر سبحان ربي الأعلى، ليغرس في قلبه مع كثرة التكرار الشعور بعلو الله تعالى على جميع مخلوقاته علو


(١) ينظر: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - الألباني (١٤٥ - ١٤٦).
(٢) مفتاح دار السعادة (٢/ ٣).

<<  <   >  >>