للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ» (١).

دل هذا الحديث على أن من شروط أثر سيد الاستغفار على صاحبه أن يقوله بيقين.

من أقوال العلماء في اليقين:

عن سفيان الثوري رحمه الله قال: "لو أن اليقين، استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحًا وحزنًا وشوقًا إلى الجنة، أو خوفًا من النار" (٢).

وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: "حرام على قلب أن يشم رائحة اليقين وفيه سكون إلى غير الله" (٣).

وقال ابن القيم رحمه الله: "فإذا باشر القلب اليقين امتلأ نورًا وانتفى عنه كل ريب وشك، وعوفي من أمراضه القاتلة، وامتلأ شكرًا لله وذكرًا له ومحبة وخوفًا" (٤).

ويقول أيضًا: "فالعلم أول درجات اليقين، ولهذا قيل: العلم يستعملك، واليقين يحملك، فاليقين أفضل مواهب الرب لعبده، ولا تثبت قدم الرضا إلا على درجة اليقين، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: ١١]، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (هو العبد تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من الله، فيرضى ويسلم) (٥)، فلهذا لم يحصل له هداية القلب والرضا والتسليم إلا بيقينه" (٦).


(١) أخرجه البخاري (٨/ ٦٧) ح (٦٣٠٦).
(٢) حلية الأولياء (٧/ ١٧).
(٣) مفتاح دار السعادة (١/ ١٥٤).
(٤) مفتاح دار السعادة (١/ ١٥٤).
(٥) نسبه ابن جرير إلى علقمة، ينظر: تفسير الطبري (٢٣/ ١٢).
(٦) مفتاح دار السعادة (١/ ١٥٥).

<<  <   >  >>