للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الشيطان في أُمنيته، والسلف كلهم على أن المعنى: إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته .. فإذا كان هذا فعله مع الرسل، فكيف بغيرهم؟

ولهذا يُغلِّط القارئ تارة، ويخلط عليه القراءة، ويشوِّشها عليه، فيخبط عليه لسانه، أو يُشوِّش عليه فهمه وقلبه، فإذا حضر عند القراءة لم يَعدمْ منه القارئ هذا أو هذا، وربما جمعهما له، فكان من أهم الأمور: استعاذة بالله منه عند القراءة.

- ومنها: أن الشيطان أحرصُ ما يكون على الإنسان عندما يهُمُّ بالخير، أو يدخل فيه، فهو يشتد عليه حينئذٍ ليقطعه عنه .. فالشيطان بالرَّصدِ للإنسان على طريق كل خير .. فهو بالرَّصد، ولاسيما عند قراءة القرآن، فأمر سبحانه العبد أن يحارب عدُوَّه الذي يقطع عليه الطريق، ويستعيذ بالله منه أولًا، ثم يأخذ في السير" (١).

٢ - أن يشعر بأن القرآن خطاب موجه له من الله تعالى (٢).

أَتَى رَجُلٌ إلى عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: "إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا الذين آمنوا}، فَأَصْغِ لَهَا سَمْعَكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ تُؤْمَرُ بِهِ، أَوْ شَرٌّ تُصْرَفُ عنه" (٣).

وقال الحسن البصري رحمه الله عن القرآن: " .. وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها بالنهار" (٤).

وقال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: " من بلغه القرآن، فكأنما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- " (٥).


(١) إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (١/ ١٥٨ - ١٦١).
(٢) ينظر: الخلاصة في تدبر القرآن الكريم (ص ٦٦ - ٦٧).
(٣) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (١/ ٢١١) رقمه (٥٠).
(٤) تفسير ابن عطية (١/ ٣٩).
(٥) تفسير الطبري (٩/ ١٨٢).

<<  <   >  >>