للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سلم الخواص رحمه الله: "قلت لنفسي: يا نفس، اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلم به، فجاءت الحلاوة" (١).

وقال ابن القيم رحمه الله: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله" (٢).

وقال أيضاً: " وبالجملة فمن قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به، فإذا حصل له مع ذلك السماع به، وله، وفيه ازدحمت معاني المسموع ولطائفه وعجائبه على قلبه وازدلفت إليه بأيها يبدأ، فما شئت من علم وحكم، وتعرف وبصيرة، وهداية وعبرة" (٣).

وقال والد محمد إقبال لابنه لما رأه يكثر من تلاوة القرآن، يا بني إذا أردت أن تفقه القرآن فأقرأه كأنه أنزل عليك (٤).

فقيل: إنه كان بعد ذلك إذا قرأ القرآن يبل ورقات المصحف بدموعه (٥).

٣ - تكرار الآية أو الآيات في الموضوع الواحد.

فهذا التكرار له أثره العظيم على حضور القلب، وفهم ما يتلوه، وحسن تدبره له، وهو منهج نبوي، فقد ردد النبي صلى الله عليه وسلم آية في صلاة الليل حتى أصبح، يَقُولُ أبو ذر رضي الله عنه: «قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ يُرَدِّدُهَا» وَالْآيَةُ: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٨] (٦).


(١) سير أعلام النبلاء (٨/ ١٨٠).
(٢) الفوائد (١/ ٣).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ١٦٦).
(٤) ينظر: محمد إقبال سيرته وفلسفته وشعره (٢٤).
(٥) سمعته قديماً ولا يحضرني من قاله.
(٦) أخرجه أحمد (٣٥/ ٣١٠) ح (٢١٣٨٨)، والنسائي (٢/ ١٧٧) ح (١٠١٠)، وابن ماجه (١/ ٤٢٩) ح (١٣٥٠)، والحاكم (١/ ٣٦٧) ح (٨٧٩) وصححه ووافقه الذهبي، وحسن إسناده محقق المسند، وحسنه كذلك الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجه (١/ ٤٢٩) ح (١٣٥٠).

<<  <   >  >>