للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَامْضُوا وَأَبْشِرُوا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَابَ مُغْلَقٌ» (١).

٩ - أن يفرغ نفسه مما يشوش عليه قلبه وفكره -من الشواغل- عند التلاوة أو الاستماع لها، ويبحث عما هو أنفع لقلبه.

وقد سبقت الإشارة إلى شيء من هذا فيما سبق ولكن هنا أنبه على بعض الأمور:

الأول: أن يختار القارئ أو من يسمع الأنفع لقلبه، الذي يجده من خلال ما جربه مع نفسه، فبعضهم يخشع عند إسراره بالتلاوة، ومنهم من يخشع عند جهره، وبعضهم يجد خشوعاً وتدبراً عند قراءة القرآن في الصلاة، وقد سبقت الإشارة لذلك، ومنهم من هو عكس ذلك يجد خشوعاً وتدبراً عند تلاوته خارج الصلاة، وبعضهم يجد ذلك عند سماعه للآيات من قارئ يقرأ في الصلاة لأن قراءة الصلاة تختلف عن غيرها، وقد تجد عند سماعك لبعض القراء خشوعاً وتدبراً ما لا تجده عند غيره، وقد تكون بعض التلاوات لبعض القراء ترتبط بزمن جميل مر على الشخص فإذا سمعها أحدثت له أثراً في قلبه، فهو يختار الأصلح لقلبه، وأنفع ذلك ما كان في حال قيام الليل، يقول الشنقيطي رحمه الله: «لا يثبت القرآن في الصدر، ولا يُسَهِّل حفظه، ويُيَسِّر فهمه إلا القيام به في جوف الليل» اهـ (٢).

وهكذا القراءة إذا كانت في صلاة فهي أفضل، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: «الصلاة أفضل من القراءة في غير الصلاة … ولكن من حصل له نشاط وفهم للقراءة دون الصلاة؛ فالأفضل في حقه ما كان أنفع له» (٣).

«كما أن من الناس من يجتمع قلبه في قراءة القرآن وفهمه وتدبره ما لا يجتمع في الصلاة، بل يكون في الصلاة بخلاف ذلك، وليس كل ما كان أفضل يشرع لكل


(١) حلية الأولياء (١٠/ ١٤٦).
(٢) ذكره عنه الشيخ عطية سالم رحمه الله. ينظر: مفاتيح تدبر القرآن (ص: ٥٠).
الخلاصة في تدبر القرآن الكريم (ص ٥١).
(٣) مجموع الفتاوى (٢٣/ ٦٢).

<<  <   >  >>