للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحرص عليه، أما تحديد الحركات المنافية للطمأنينة وللخشوع بثلاث حركات فليس ذلك بحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ذلك من كلام بعض أهل العلم، وليس عليه دليل يعتمد. ولكن يكره العبث في الصّلاة، كتحريك الأنف واللحية والملابس والاشتغال بذلك، وإذا كثر العبث وتوالى أبطل الصلاة..

أما إن كان قليلاً عرفاً، أو كان كثيراً، ولكن لم يتوال، فإن الصلاة لا تبطل به، ولكن يشرع للمؤمن أن يحافظ على الخشوع، ويترك العبث، قليله وكثيره، حرصاً على تمام الصلاة وكمالها)) (١) .

وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أقواماً يعبثون بأيديهم في الصلاة، ويحركونها من غير حاجة، فقال لهم:

((ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمْسٍ (٢) ، اسكنوا في الصّلاة)) (٣) .

ففي هذا الحديث: الأمر بالسكون في الصلاة، والخشوع فيها، والإقبال عليها.

ومن المناسب في هذا المقام: أن أُشير إلى وضع ذلك الحديث الدّارج على ألسنة كثير من المسلمين، يزعمون: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يعبث بلحيته وهو في الصلاة، فقال: لو خشع قلب هذا، لخشعت جوارحه.

وهذا حديث موضوع، عزاه السيوطي في ((الجامع الصغير)) : (٥/٣١٩ ـ مع شرحه) للحكيم وأشار إلى ضعفه، وقال شارحه المناوي:


(١) الفتاوى: (١/٨٧) للشيخ ابن باز.
(٢) شُمْسٍ: بضم الشين وإسكان الميم وضمّها، واحدها: شموس، وهي التي لا تستقر، بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.
(٣) أخرجه مسلم في ((الصحيح)) رقم (٤٣٠) وابن خزيمة في ((الصحيح)) : رقم (١٥٤٤) والنسائي في ((المجتبى)) : (٢/٧٢) .

<<  <   >  >>