للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا لم يصح، لأن مدارة على أبي جعفر الرازي: قال ابن المديني: كان يخلط. وقال أبو زرعة: كان يهم كثيراً. وقال ابن حبان: كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير (١) .

ولا يحتج بما تفرد به أحدّ من أهل الحديث البتة، ولو صح، لم يكن فيه دليل على هذا القنوت المعين البتة، فإنه ليس فيه أن القنوت هذا الدعاء، فإن القنوت يطلق على القيام والسكوت ودوام العبادة والدعاء والتسبيح والخشوع،

كما قال تعالى: {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} (٢) .

وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} (٣) .

وقال تعالى: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (٤) .

وقال زيد بن أرقم: لما نزل قوله تعالى: {وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (٥) أُمرنا بالسّكوت، ونُهينا عن الكلام (٦) .

وأنس ـ رضي الله عنه ـ لم يقل: لم يزل يقنت بعد الركوع رافعاً صوته:


(١) انظر: ((ميزان الإعتدال)) : (٣/٣٢٠) و ((تاريخ بغداد)) : (١١/١٤٦) و ((تهذيب التهذيب)) : (١٢/٥٧) و ((سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة)) : رقم (١٢٣٨) .
(٢) سورة الروم: آية رقم (٢٦) .
(٣) سورة الزّمر: آية رقم (٩) .
(٤) سورة التحريم: آية رقم (١٢) .
(٥) سورة البقرة: آية رقم (٢٣٨) .
(٦) أخرجه البخاري في ((الصحيح)) (٣/٥٩) ومسلم في ((الصحيح)) رقم (٥٣٩) والنسائي في ((المجتبى)) : (٣/١٨) وأبو داود في ((السنن)) : رقم (٩٤٩) والترمذي في ((الجامع)) رقم (٤٠٥) و (٢٩٨٩) .

<<  <   >  >>