[٣/٣١] أن يحدث المصلّي في المسجد. أي: أن يخرج الريح الكريهة، وفي ذلك إيذاء
للآخرين، وإفساد لجو المسجد، وقد أخبرنا - صلى الله عليه وسلم - أنّ الملائكة تصلّي على الشخص الذي يأتي
المسجد للصلاة، فتقول: اللهم صلّ عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه.
قيل: وما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط (١) .
قال النووي:((لا يحرم إخراج الربح من الدّبر في المسجد، لكن الأولى اجتنابه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإن الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم)) (٢) .
[٤/٣١] ومن أوهام العوام وخرافاتهم: اعتقادهم إذا خرج من الإنسان ريح في المسجد، أن الملك يتلقاه بفمه، ويخرج به إلى خارج المسجد، فإذا تفوّه به مات الملك، وخطؤه واضح، فإن مثل ذلك لا يعلم إلا من قبل صاحب الوحي - صلى الله عليه وسلم -.
ولم يرد عنه في ذلك أصل يعتمد عليه، ولأنه خلاف المشاهد، فإنا نجد الريح ينتشر في داخل المسجد، ويستمر في الهواء، كانتشاره واستمراره خارج المسجد (٣) ، والفقه في ذلك ما قدمنا من كراهته لتأذي الملائكة به.