لا يعرف مرفوعاً بهذا اللفظ، قال العراقي في ((تخريج أحاديث الإحياء)) : (١/١٥٩) : ((لم أجده مرفوعاً)) .
قلت: أخرج محمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) : (١٥٧، ١٥٨) والحكيم الترمذي في ((الصلاة ومقاصدها)) : (٥٤) من طريقين عن عثمان بن أبي دهرش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى يوماً بأصحابه فترك آية، فخفي على القوم ذلك، فقال:((ما بال أقوامٍ يتلى عليهم كتاب الله، فلا يدرون ما ترك مما تلى؟ هكذا خرجت عظمة الله من قلوب بني إسرائيل، فشهدت أبدانهم وغابت قلوبهم. لا يقبل الله صلاة امرىء حتى يشهد قلبه منها ما شهد بدنه)) .
وهذا معضل، عثمان بن أبي دهرش من أتباع التابعين، كما في ((ثقات ابن حبان)) : (٧/١٩٦) . ويروي عن رجل من آل الحكم بن أبي العاص، كما في ((التاريخ الكبير)) : (٢/٣/٢٢٠) .
وأخرج ابن المبارك في ((الزهد)) رقم (١٣٠٠) عن شريك عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن عمار بن ياسر قال: (لا يكتب للرجل من صلاته ما سها عنه)) وإسناده ضعيف جداً، فيه شريك وهو سيىء الحفظ، وجابر متّهم بالكذب، وأبو جعفر ـ هو محمد بن علي بن الحسين ـ روايته عن عمار منقطعة.
وصح نحو المذكور من قول سفيان الثوري، فأخرج أبو نعيم في ((الحلية)) (٧/٦١) بسنده الصحيح عنه أنه قال: ((يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها)) ويغني عن الحديث المذكور، قوله صلى الله عليه وسلم الصحيح:((إن الرجل ليصلي، ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها ... )) .
٥٦ ـ ((إن الرّجلين من أُمتي ليقومان إلى الصَّلاة، وركوعهما وسجودهما