من صورة الفرس فى ناحية الشمال. ونسبت كواكب كثيرة إلى أعضاء الأسد. هى من صور غير صورة الأسد: فجعلت الكوكبين اللذين على رأس التوأمين واللذين يسميان الكلب المتقدم: ذراعى الأسد؛ واللطخة التى على صدر السرطان سمّتها نثرة الأسد، وهى مخطمه. وصيّرت العواء وركيه؛ والسماكين ساقيه، فصيّرت صورة الأسد ثمانية منازل من ثلاثة أبراج. فقدّر أبو حنيفة أن هذه المنازل كلها على الحقيقة من صورة الأسد، فأنكر أن تكون صورة واحدة على ثلاثة أبراج، كل برج منها يسمّى باسم آخر؛ ولم يعرف صورة السرطان، ولا صورتى الأسد والعذراء» - هـ.
ومهما كان من أمر، فقد أصبحت الأنواء جهازا متماسك الأجزاء. يفسره ابن قتيبة (فقرة «١٣» ص ٩ من متن هذا الكتاب) كما يلى:
كأن الشمس حلّت الثريا بالغداة، فسترت الثريا والبطين قبلها، فيكون الطالع بالغداة الشرطين، ويكون الغارب بالغداة رقيب الشرطين وهو الغفر. ويكون النوء للغفر. وتقيم الشمس بالثريا ثلثة عشر يوما، ثم تنتقل إلى الدبران، فتستره؛ وتستر الثريا أيضا، لأنها تستر المنزل الذى حلّت به ومنزلا قبله، على ما أعلمتك. فتقيم فى الدبران ثلثة عشر يوما، ثم تنتقل إلى الهقعة. فتنكشف الثريا بعد ستة وعشرين يوما. فتكون الثريا الطالع بالغداة. ويسقط رقيب الثريا وهو الإكليل.