١٢) واختلفوا ايضا فى قدر مدة النوء. فقال بعضهم: إذا سقط النجم فما بين سقوطه إلى سقوط التالى له، هو نوؤه. وذلك ثلثة عشر يوما على ما بيّنت. فكل ما كان فى هذه الثلثة عشر يوما من مطر أو ريح أو حرّ أو برد، فهو فى نوء ذلك النجم الساقط. فاذا سقط بعده «١» التالى له، نسب ما كان بعده إلى انقضاء ثلثة عشر يوما إلى نوئه. وقال آخرون: بل لكل نجم من هذه الثمانية والعشرين وقت لنوئه من الثلثة عشر يوما. فما كان فى ذلك الوقت، نسب إلى النجم. وما كان بعد مضيى ذلك الوقت فى الثلثة عشر يوما، لم ينسب إليه. وأنا مبيّن ما حدّوه فى أوقات أنواء الكواكب عند تسميتى منازل القمر ووصفى لها إن شاء الله. وهذا القول أعجب إلىّ من الأول لقول الكميت:
تصل النتاج إلى اللقاح مزيّة «٢» ... لخفوق كوكبها وإن لم تخفق
و «خفوق الكوكب» ، سقوطه. فأخبرك أنها تمطر بالنوء وبغير النوء. وفى هذا البيت أيضا دليل على أن النوء منسوب إلى الساقط، لا إلى الطالع. وكان ابن كناسة يقول: إذا سقط نجم مع الصبح، ذهب نوؤه؛ يذهب إلى أن مدة النوء تكون قبل سقوطه- ن.
[باب كيف يكون الطلوع والغروب]
١٣) والشمس تحلّ بالغداة فى منزل من هذه المنازل، فتستر المنزل الذى حلّت به وتستر منزلا قبله. فترى ما قبل هذين المنزلين ظاهرا بالغداة. وهذا المرئىّ هو الطالع. وهو المراد من قولهم: إذا