لقد سبق أن قلنا ان القرآن لا يذكر الأنواء، فلا ينهى صريحا عن الاعتقاد بها، غير أن الآية (٥٠) من سورة النجم: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى
تجبر المسلمين على الاعتقاد بأن الله هو الذى يقدر تغيرات الحالة الجوية، بيد أن العرب فى الجاهلية كانوا يجعلون النجوم مقدرة لها. ثم أبطل رسول الله ثلاثا من امور الجاهلية: الطعن فى الأنساب، والنياحة، والأنواء ومع ذلك لم تزل المعرفة بالأنواء والعمل بها فى القبائل العربية إلى أيامنا. أما الأوساط المثقفة، فلولا كتب خاصة بها، لنسيتها تماما.
عند ما كانت مبادئ علم الهيئة تنتشر فى الدوائر العربية بفضل السند هند وغيره من المؤلفات المنقولة إلى لغة الضاد، كان العلماء المتخصصون بالنحو والشعر واللغة يجمعون ما يقدرون عليه من الوثائق الصحيحة المحفوظة فى صدور الأعراب خاصة، والعرب عامة، ولم يلبث بعضهم أن دوّنوا كتبا قائمة على مفهوم بسيط واحد كالخيل والإبل والمطر وغيرها.
ومن المعلوم أن تلك الآثار المتقدمة، المحتوية على أشعار ومصطلحات قديمة، هى التى مكّنت اللغويين المتأخرين من تدوين قواميسهم الضافية.
وهكذا انقاد العلماء إلى طلب الأشعار والأسجاع والألفاظ المتعلقة بالنجوم وتدوينها فى كتب يسمى كل واحد منها بكتاب الأنواء.
والراجح أن أول من اعتنى بجمع المعلومات عن الأنواء هم اللغويون والأدباء. ثم استفاد منهم آخرون، مثل الفقهاء والنباتيين وأصحاب الخراج والمال، ومؤلفى جغرافيا. وهاك فهرست هذه المؤلفات: