مؤلفيها لم تكن خليقة بارضاء متخصص كعبد الرحمن الصوفى. ويبدو منه أيضا أن الفلكيين لم يلتفتوا إلى إصلاح الخطا المتوارث. زد على ذلك: إن بعض المنجمين- ونعنى بذلك أصحاب التنجيم- كانوا قبل عهد الصوفى قد استعملوا الأنواء فى حساباتهم التنجيمية، دون مراعاة الحقيقة العلمية. وألفوا بدورهم كتبا موسومة بكتب الأنواء، نذكر منهم الحسن بن سهل بن نوبخت، وأبا معشر البلخى، وثابت بن قرة «١» . ثم جاء البيرونى (٣٦٢- ٤٤٠) فحذا حذو الصوفى، وأصلح بعض الأخطاء فى فصوله المتعلقة بالمنازل عند مختلف الامم.
ونشأ من كتب الأنواء القديمة فنّ جديد يحتوى على تقويمات حقيقية. وذلك أنه كان من المحتوم أن تنتشر عند العرب التقويمات المعروفة فى بلاد اخرى، كمصر والصين واليونان. وأغلب الظن أنها دخلت فى الأدب العربى لتقضى حاجة المنجمين. ثم انتشرت واتسعت، فركزت على السنة الشمسية، واستعملت أسماء الشهور السريانية فى العراق، والقبطية فى مصر «٢» ، اللاتينية فى الأندلس، والفارسية فى إيران؛ وقس على هذا.
ولا ندرى هل كان كتاب الأنواء المعزو إلى ابن خرّداذبه على شكل تقويم. ولكن أول تقويم بلغنا، ولو جزئيا، هو تأليف سنان بن ثابت بن