و «الحيران» . ليل كأنه قد تحير فليس يكاد ينقضى. «وملتجّ» له لجّة. وإذا رطب الهواء، زال القتام، فرأيتها كبارا. ولذلك تقول العوام:«إن الكواكب تنتفخ فى الشتاء» . قال ذو الرمة:
ألمّت بنا والعيس تهوى كأنها ... أهلّة محل زال عنها قتامها «٢»
جعلها أهلّة محل» . لأن الأهلة فى سنة الجدب أدقّ فى المنظر ليبس الهواء وكدورته. وقال أبو زيد:
أصلتىّ تسمو العيون اليه ... مستنير كالبدر عام العهود «٣»
و «العهود» الأمطار شبّهه بالقمر سنة الأمطار لنقاء الجوّ وحسن القمر. ولذلك قال الحسن بن هانئ يصف الخمر:
كأنها الشمس إذا صفقت ... وبيتها الكبش أو الحوت «٤»
يريد أن الجوّ ينقى فى حلول الشمس بالحوت وبالحمل لكثرة