يدلّنى على كل محلّة بنجم، وعلى كل ضياء «١» بنجم. فربما أشار إلى النجم وسمّاه، وربما قال لى: تراه، وربما قال لى: ولّ وجهك نجم كذا، أى اجعل مسيرك بين «٢» نجم كذا حتى تأتيهم. فرأيت النجوم تقودهم إلى موضع حاجاتهم، كما تقود مهايع الطريق سالك العمارات.
ولحاجتهم إلى التقلب فى البلاد والتصرف إلى المعاش وعلمهم، أن لا تقلّب ولا تصرّف فى الفلوات إلا بالنجوم، عنوا بمعرفة مناظرها. ولحاجاتهم إلى الانتقال عن محاضرهم إلى المياه وعلمهم، أن لا «٣» نقلة إلا لوقت صحيح يوثق فيه بالغيث والكلاء، عنوا بمطالعها ومساقطها. هذا مع الحاجة إلى معرفة وقت الطرق ووقت النتاج ووقت الفصال، ووقت غور مياه الأرض وزيادتها [و] تأبير النخل، ووقت ينع الثمر ووقت جداده، ووقت الحصاد، ووقت وباء السنة فى الناس وفى الإبل وغيرها من النعم بالطلوع والغروب.
٤) وقد يحتاج نازل المدن «٤» وسالك العمارات، وإن كان مستغنيا/ فى بعض الأحوال عن هذا الشأن إلى معرفته، مستظهرا به النوائب فى الأسفار والنكبات ومعرفة ما يعرفون من علامات الخصب والجدب، وعلامات السحاب الماطر والسحاب المخلف، والبروق الصادقة «٥» والكاذبة، والرياح اللاقحة «٦» والحائلة، ومعرفة المغارب والمشارق